الى الرئيس الاميركي
الجمعة 19 نيسان 2019
مقالات و اراء

 

الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب  

 

بقلم نقيب محرري الصحافة اللبنانية

                         الياس عون  

      

ما كانوا يصدقون انك آت حتى أتيت .

ما كانوا يصدقون أن اللون الابيض سوف يدخل الى البيت الأبيض .

ما كانوا يصدقون أن ابن الطبقة البورجوازية سوف يصبح سيد الكل، لا في الولايات المتحدة الاميركية فحسب، بل في جميع القارات وشعوبها وبلدانها .

أما نحن، معشر الصحافيين العرب، فكنا مصدقين منذ البداية، وكنا نرحب ونهلل. بل كنا نخاف، مرات قليلة، ألا تأتي . معك سرنا منذ البداية، ومعك  نحاول اليوم ان نجتني ثمار النصر الكبير .

لأنك رئيس غير مألوف، وجب أن تحطم القاعدة وأن يخرج حكمك كذلك عن المألوف . ولتكن البداية من إسرائيل. أنا لا أدعوك الى محاربة الدولة العبرية ، ولا حتى الى مقاطعتها، أو التقصير معها، بل أدعوك إذا كنت آتياً للتغيير كما تقول أن تبدأ بتغيير كل شيء مع إسرائيل .

إسرائيل، البنت المدللة، التي ربيت في أحضان الروساء الذين سبقوك إلى التحكم بمصائر الخلائق جميعاً، لا يجوز أن تبقى الوحيدة المغنجة بين سائر الدول التي منها تتألف "الامم المتحدة". هنا بلدان في الغرب، وفي الشرق كذلك، تحب بلادك وتخلص لها الود. وأنت، كونك رائد التجديد والتطوير والتعامل مع الآخرين باللياقة واللباقة والسلام، يجب أن تكون أباً صالحاً للجميع، وأن تكون للجميع على السواء.

أنت الحاكم الأول، في العالم كله، فلماذا لا تكون عادلاً في توزيع خيراتك؟ لا يجوز أن توقع على بياض كل ما تطلبه إسرائيل. لا يجوز أن تغمض عينيك وتتركها تقيم مذابح في غزة، مثل التي أقامتها في لبنان، بحجة أنها تحافظ على أمنها  وسلامة أراضيها. لا خطر من أحد على إسرائيل. إنها هي الخطر الذي يتهدد العالم كله. إنها الدولة التي بنيت على سفك الدماء، شعبها عنصري يعادي كل الشعوب ويضمر لها الشر. ألم تقرأ "بروتوكولات حكماء صهيون"، هذا الكتاب الغريب العجيب الذي يؤكد، في ظنهم، أنهم هم شعب الله المختار، وأن أبناء الشعوب الأخرى يطلقون عليهم لقب "الجوييم" (Goyima) أي الشعوب، بل البهائم المسخرة لخدمتهم يجوز لليهود أن يخدعوهم وأن يعذبوهم ولا يتوانوا عن إبادتهم في سبيل أطماعهم ومآربهم؟ ولا تظنن، أيها الرئيس العتيد، أن "الولايات المتحدة الاميركية" في منأى عن خطر اليهود وعن مطامعهم العدوانية. ومن يدري، فقد تكون أنت، لا سمح الله، في يوم من الأيام ضحية من ضحاياهم. رحم الله من قال: "إتقِ شر من أحسنت اليه".

ثمة سؤال ليتك تجيبني عنه بصراحة، أيها الرئيس الجديد: لماذا يجوز لإسرائيل أن تمتلك كل أنواع أسلحة الدمار الشامل، ولا يجوز لإيران مثلاً أن تخصب الأورانيوم حتى لأغراض سلمية؟ وانا لست من اتباعها.

ايها المارد الخارج من صلب الشعوب الكادحة المعذبة، لا نريد لك أن تحكم العالم عبر إسرائيل. العالم يتوجك، ويجعلك زعيمه الأول، فلا تدعه يندم على فعلته.

نريدك أن تظل مزهواً بقامتك السمهرية، وبلونك الجميل. نريدك أن تكون الأول في رحاب هذا العالم، شرط أن تعطيه ما وجب من رعايتك وخيرات بلادك الغنية. كن الأب القادر على حماية أبنائه، كل أبنائه، في كل أرض وتحت كل سماء.

أيها الرئيس الآتي من ديار الأثرياء، لا تَقْسُ على الفقراء، ولا تنس المعذبين، ولا تهمل شؤون من يتحكم بهم الطغاة وحوش القرن الحادي والعشرين. السلم أجدى من الحرب، والعمران أبقى من الدمار والخراب. أبناء غزة مثلنا، ومثلك، ومثل سائر خلق الله، ليسوا بهائم محللة للذبح كما يظن الصهاينة الكفار. أبناء العراق تأكلهم النيران، لا بل تنقصهم يوماً بعد يوم ! حاول ايها الرئيس أن ترى وأن تسمع.

ايها المارد، المنقذ الذي انتظرناه طويلاً، لا تخيب أملنا، نحن أبناء الشعوب المغلوبة على أمرها. أنقذ الديموقراطية التي تكاد ان تختنق في كل مكان. أعد الى الجميع حرياتهم وكراماتهم. تكفينا ويلات الأرهاب الذي لا نعرف كيف يهجم ومتى يهجم. تكفينا مشاكل الجوع والبطالة، وتبدلات المناخات، وكوارث الزلازل والفيضانات. تكفينا الهزات الاقتصادية التي لا ترحم صغيراً ام كبيراً.

بكل محبة واخلاص اقول لك ايها الرئيس الجديد، بيدك إن شئت أن تخلص هذا العالم من ويلاته .

تواصل معنا
العنوان
الحازمية – شارع سعيد فريحه – سنتر لامارتين – الطابق الرابع
الهاتف :
009615956313
009615956313
009615956313
البريد الإلكتروني :
info@orlb.org
info@orlb.org
info@orlb.org