نقابة محرري الصحافة اللبنانية
لم تصبح "نقابة محرري الصحافة اللبنانية " كياناً مستقلاً ومتمايزاً عن مالكي الصحف والمطبوعات إلاً في التاسع والسادس عشر من شهر تشرين الاول 1941 ، عندما تكوّن مجلسها الاول برئاسة النقيب روبير أبيلا .
فقد كانت الصحافة قبل هذا التاريخ ممثلة بأصحاب الصحف الذين كانوا في السابق وبأجمعهم يمارسون المهنة ممارسة فعلية مع المحررين العاملين معهم . لكن التطور المصلحي ، والمهني حتّم ظهور جسمين للصحافة ، كما في سائر المهن والحرف ، هما جسم اصحاب الامتيازات وجسم المحررين . ومع ذلك ظلّ التمثيل وقفاً على الاول سواءً في لجنة الصحافة التي تكونت عام 1911 او في " جمعية الصحافة " عام 1918 . وإن ما أطلق عليه تسمية "نقابة الصحافة " بين 1916 و 1938 في بيروت ، ونقابة الصحافة -الشقيقة في طرابلس عام 1938 . تطور بعد اندماج النقابتين في "جمعية أصحاب الصحف اللبنانية " عام 1944 ، ليصبح "نقابة أصحاب الصحف اللبنانية ".. وليستقر الاسم رسمياً ونهائياً على "نقابة الصحافة " .
وقد مهّد لولادة نقابة المحررين في العام 1941 لجنة تمهيدية برئاسة المونسنيور لويس خليل من " جريدة البشير " ..
تعاقب على رئاسة نقابة المحررين بعد النقيب أبيلا وحتى العام 1950 ، نسيب المتني ، سليم أبو جمرة ، ممتاز الخطيب ، فريد الطيارة .
وقد فوجىء المحررون بصدور قانون 22 حزيران 1950 الذي ألغى نقابتي الصحافة والمحررين ودمجها في نقابة واحدة (نقابة الصحافة ) تمثّل في مجلسها أصحاب الصحف بسبعة مندوبين وتمثّل المحررون بخمسة مندوبين (وهو ما نص عليه ذلك القانون ) . وقد انتخب المجلس المشترك في 11 تشرين الاول 1950 . ولكن المحررين ظلّوا يعتبرون أنفسهم جسماً مستقلاً واعتبروا مجلسهم التاسع قائماً يرجع اليه المندوبون الخمسة . وذلك الى أن نجحوا في استصدار المرسوم الاشتراعي رقم 72 تاريخ 11 - 4-1953 الذي أعاد الى كل نقابة استقلالها وكينونتها ، على أنه تشكّل الى جانب النقابتين مجلس أعلى يرئسه نقيب الصحافة ، ونقيب المحررين نائباً للرئيس ، ويشترك معهما عمدة كل من المجلسين في العضوية ، ولا زال هذا متبعاً . وقد حددت المادة 95 من قانون المطبوعات الصادر في 14 ايلول سنة 1962 ، في ما حددت المادة 96 اختصاص هذا المجلس .
وبعد عودة الامور الى نصابها الطبيعي توالى على رئاسة النقابة النقباء جودت هاشم ، وفيق الطيبي، إسحق منصور ، فالنقيب ملحم كرم .
ممن تتألف نقابة المحررين؟
تتألف النقابة من جميع الصحفيين العاملين في مطبوعات صحفية تصدر في لبنان دون أن يكونوا من مالكيها وفقاً للمادة 10 من قانون المطبوعات الصادر في 14 ايلول 1962 .
عدد المنتسبين الى النقابة
 حتى اليوم تجاوز عدد المنتسبين الى النقابة الالف صحافي بقليل من جميع الفئات العمرية ، 85 في المائة منهم يعيشون في لبنان ويرتزقون من هذه المهنة .
 يسجل انتساب العنصر النسائي الى النقابة ارتفاعاً ملحوظاً .
 تجاوز حاملوا إجازات الاعلام الذين انتسبوا اليها في السنوات الـ 15 الاخيرة الـ55 في المائة .
 برز من هذه النقابة شخصيات بارزة وصلت الى ارتقاء اعلى المراتب في الدولة ، منها على سبيل المثال : شارل حلو - رئيس الجمهورية السابق .
تقي الدين الصلح - رئيس الحكومة السابق
وعدد كبير من السفراء والادباء والشعراء الذين اصبحوا في ذمة الله .
ومن بين الزملاء الذين هم على قيد الحياة أمدّ الله في اعمارهم :
وزير الاقتصاد والتجارة الاستاذ مروان حماده .
وزير الخارجية والمغتربين الاستاذ جان عبيد
النائب والوزير السابق الاستاذ باسم السبع
الوزير السابق فاروق البربير .
موقع النقابة عربياً ودولياً
 كان نقيب محرري الصحافة اللبنانية الاستاذ ملحم كرم هو :
- نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب .
- رئيس لجنة الحريات
- نائب رئيس الجامعة الدولية للصحافيين .
إن النقابة هي :
 عضو في اتحاد الصحافيين العرب .
 عضو في لجنة الحريات .
 عضو في الجامعة الدولية للصحافيين .
 عضو في المنظمة العالمية للصحافيين .
(مثَّلت النقابة الدول العربية في المجلس التنفيذي لهذه المنظمة من العام 1990 -1995) .
انتدب نقيب المحررين للقيام بمهمات دولية في إطار موقعه المتقدم في اتحاد الصحافيين العرب ، ولا سيما في ما يتعلق بالحوار العربي -الاوروبي ، والمشاركة في منتديات دولية وعربية ومتوسطية عن حرية الاعلام . إضافة الى مهمات نقابية لمعالجة بعض الاوضاع العائدة لنقابات عربية سواء كانت داخلية ، أو في ما يتصل بعلاقاتها مع الحكم في بلدانها . نظمت النقابة اجتماع الامانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب في 10 - 11 نيسان في فندق " متروبوليتان " وسط تظاهرة وطنية لافتة .
موقع النقابة لبنانياً
النقابة هي عضو مؤسس لاتحاد المهن الحُرَّة : في العام 1992 .
وقد تولّى نقيب المحررين رئاسة هذا الاتحاد ثلاث مرات .
النقابة هي عضو في " المؤتمر الوطني النقابي " . لها صلات وثيقة بمختلف مؤسسات المجتمع المدني
من مواقفها
رفضها تعطيل جريدة " السفير " وتعاونها مع " نقابة الصحافة " في الاتجاه الذي أدى الى تعديل بعض الاحكام الجائرة والمقيّدة للحرية في المرسوم الرقم 104 الذي عدّل اصلاً أحكاماً في قانون المطبوعات اللبناني . ومن نتائج هذا النضال جرى استبدال عقوبة الحبس للصحافي بغرامة مالية .
 وقوفها ضد الترخيص الاستنسابي لوسائل الاعلام المرئي والمسموع عندما أُثيرت هذه المسألة في منتصف التسعينات ودعوتها الى وضع قانون خاص وعادل وشامل لهذه الوسائل . قانون يبين النظام النقابي للعاملين في هذه الوسائل بما يضمن لاحقاً " تأسيس الاتحاد اللبناني الاعلى لوسائل الاعلام المكتوب والمرئي والمسموع " . أي التكامل ضمن الاستقلالية ، والقوة ضمن التمايز .
 وقوفها بقوة ضد اغلاق محطة "MTV " التلفزيونية ، واذاعة " جبل لبنان " وإثارتها هذا الموضوع في المحافل الدولية والعربية المعنية .